أسقام متنافرة/ بقلم محمد محجوبي

أسقام متنافرة  ..
...
على متن المركبة تتكوم أسقام الثلاثة الذين انصهرت أسئلتهم البليدة بكمين التنافر في سحيق إنكار متربص .
المركبة المستوردة من بلاد بعيدة  تحط رحالها من خلال حضن قانون  باغت به المركز هوامش الاصطفاف .
هكذا هي مركبة الثلاثة تباشر سيرها كثافة الخطوط التي تهزم بطش المشاهدات الرتيبة . ومن تلك الخطوط تناسلت طرق سيارة تعج بها فضاءات تختلي بهاجس الرقم . هناك ألسن سلطة تهذي في براكين لا زالت تتشقق من خلال مزادات مذلة تبدد خاطر المفقودين وتقمع العيون البريئة بسحت متحكم في الأنفاس .
بين الثلاثة المتنافرين  عذاباتهم والمركبة المهيأة لترويض الزمن ومراوغة المسافة كأن تبلي بلاءها الحسن في  اتمام نشوة المناسبة بتمام السرعة واللياقة . كأي فرس شق غبار الذهول .
المركبة على سجيتها  وغرابة محركها تحاول سلخ جسد المسافة  الهاربة من شرذمة الحديد . الثلاثة على تنافرهم يلوكون قتام توجس . الطريق تئن بفعل النتوءات . تتصدع اتجاهاتها  . تنهشها أنياب متوحشة . يظل الثلاثة على ثورة التنافر في عميقهم الممزق شيئ من توجس مقيت . الطريق أمامهم لم يعد طريقا يؤدي معالم الأفق . الطريق منتفض من مساره . تنغصه المزادات القابضة على عبور . السائق لا يلو على انسجام . يتسلل باتجاه رجعي متراجع . تتكثف نواغص الأمام على مصيدة الغبار . الطريق يضيق . يسترسل في تراجعه كأنما شحنات طلاسم تسدي أغواءاتها الداكنة . يمتقع وجه الثلاثة . المركبة تتراجع في مسافة قياسية  . على الجنبات تصطف وجوه ذئاب جائعة . تزداد الطريق ضيقا يضمحل هامش الرصيف في خطف  الذئاب . لهفة السراب تشرب وجه الثلاثة  على وقع التراجع تصير المركبة أكلة سائغة في قبضة الذئاب الجائعة . صراخ بعيد يعاود صدى عن نكبة رجوع .
محمد محجوبي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زجل مغربي.....يزيد علوي اسماعيلي

كوجه القمر بقلم الشاعر محمد الدارجي