قبلة الوداع/ بقلم خيرة منصوري
- قُبلة الوداع -
يا حافر القبور مهلا
لا تغطّي وجه أمي
أريد أن ألثُمَ جبينها
وأخطّ فيه قبلة الصباح
فقد قالت لي قبل أن تنام
تعالي ونامي قربي
وآنسيني...
فالليل صار طويلا
ودثّريني إن سقط الوشاح
وساعديني...
لكي أقوم للصلاة
إذا ما الفجر لاح
وحضّري القهوة...
حين يطلع الصّباح
فإنّي جِدّ متعبة
فلا تغطّي وجهها
ولا ترمي الترا ب حتّى
أهمس في أذن أمّي
قومي نصلّي
إنّ الديك صاح
ونشرب القهوة يا حبيبتي
على صوت العصافير
هيا انهضي يا حلوتي
يا شمس عمري
يابلسم الجراح
وطلع الصّباح
وما أقساه من صباح
قالت حبيبتي...
أريد أن أصلّي
ياابنتي
لكنّي أشعر بدوار
أمسكتُ يدَ أمّي
وقلبي يرجُفُ
كعصفور صغير
أضاع عشّه...
توضّئت أميرتي لأخر مرّة
صَلّتْ ودعت للّه في خشوع
ورمَقتني بنظرة
كأنّها تريد أن تُخبِرَني سرّا
أدركتُ حينها أنّ الرّحيل آن
قالت بنَظراتها كم تحبّني
وتخشى عليّا بعدها
من قسوة الزّمان...
تَعلمُ أنّي دونها
طيرٌ بلا جناح...
قلبٌ كسيرٌ
يَستَحيلُ أن أرتاح..!
-خيرة منصوري -الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق