نصف بلا ملامح/ بقلم امل ابو سل
نصف بلا ملامح
على قارعة الطريق وضعت هنا أحمالي
تمططيني مثقلة بي وكأنها تعاندي مني أيامي
من يأخذها عني يخففها بي من صحراء قلبي
يرويني
من سبات ليلي فجرا منه يغزيني يتنفسني فيعطيني
من يذهب نصفي المظلم ويرسم ملامحي والحزن مني
يقصيني
ويمد اوصاله ويصافح مني حنيني
ما زلت غريبة الأطوار بلا هوية بلا عنوان فاقدة للصور
للمكان ألا من يتعرف علي فيسميني
ابحث عن نفسي عن داخلي عن قريني
عن وجودي عن وطني عن عريني
وكأن شيئ داخلي يقتلني يعتريني
ما زالت خطواتي تتهرول ببطئ تمشيني
فإذا بعجوز على قارعة الطريق تتكأ على عصى العمر
بعينها ترميني
وكأن دمع تجمد بعينها رقراق يبوح عن معاناة سنيني
تحشرجت بجوفها الكلمات متشردقة بصمت صرخة
مكبوتة تشقيني
جلست بجانبها ابتدأت وصلة نصائحها
لما لا تضعي احمالك وتوليها رب العالمين
لما هذا الحزن يعتلي وجهك بصوت الآنين
لما خطواتك نكسها الطريق باحثا عن وجود حنين
انزلي اثقالك ضعيها على حافة الطريق اضيعيها هنا
واذهبي يا ابنتي وابحثي عن صديق
ما زالت الدنيا بخير لما التشائم لك ملازما رفيق
خنقتني صاحبة العصى واصبحت منها بضيق
صاعت عيني تلتمس لدربي الطريق
فإذا هي تضرب على كتفي بعصاها وقالت انتظري
هي عصاي لدربي رفيق
لم تشتكيني يوما تحملتني سنين الهرم والضيق
انتي يا ابنتي ما زلتي بمشوار العمر اول الطريق
نظرت الي مبتسمة طيات الزمن على وجها تحكي
الف قصة بملامحها
تعمقت النظر ذهب شبحها ما تزل عصاها على حافة
الطرق ويحها اين ذهبت
لم تكن شيئ ملموس ويح قلبي انها جزئي الهرم
بات بواقعي محسوس
جزئي المظلم بدأ يزحف يظلل الربيع بغيمة شتاء
مبعدا دفئ الصيف قفزا للخريف
وبدأ يعانقني يتشبت بي بدون إذن مني ولا تصريح
تململت من نومي وإذا انا بكابوس منه مخنوق
عن نصف بلا ملامح كان لي مرفوق
................................
امل ابو سل
تعليقات
إرسال تعليق