أسق العطاش....عبدالوهاب الجبوري
أسقِ العطاش
إسقِ العطاش
فقد أسرفتَ يا مطر
حنانيك ...
وفي اثوابكَ الشجرُ
يغزل من رجعِ الحمائمِ
انشودةَ السحر
يا سيد المدِّ والجزر
ما لهذا الزبد يحكم البحر
يمخرُ في عباب العمر
يتعقبُ وردةً
افلتتْ من قبضةِ الريح
فصارت قمر ؟
يا سيد الإرواء
يا حنينا ...
انت الداء ، وانت الدواء
في كلِّ مساء .. يا كل الاسماء
اراني فيك وجها
يتبسم فيه الصفاء
(كحلُ فراشتكَ مستاءٌ من الدمع)
هجرَ الرموشَ على عجل
يريدُ ان ينامَ في قصيدةٍ
(على ضفاف وتر)
(اسقِ العطاش
فقد اسرفتَ يا مطرْ)
حنانيك ...
وفي صباحاتك المسرة
تستقي من شذاك نشوة العطر
تمخرُ في عبابِ العمر
تُدثرها المساءات بشهقةٍ
باحثةٍ عن مقلةٍ ثالثةٍ للبشر
تتبعها غماماتٌ من آخر الافق
(ريانةٌ بالأغاريدِ من أول الماء)
تتفتحُ عن حمرةٍ يزغرد فيها
الهديل على كلِّ خد
كل العيون تناغيها بلا عدد
تمدُّ اليها شراعَ الحبِّ كل يد
تنهلَّ في سلسبيل الشوق
تعلنُ باسم البراءةِ مجدَ الصفاء
وبات وجهها
وحياً يبدد غمَّ الليلِ
إذا ما تلبَّد أُسال منه الضياء
تعليقات
إرسال تعليق