قلق في الذاكرة ....عربية مهدية بلحاج





قلق في الذاكرة
الجو موحش وصفير الريح موجع وقهقهات الغلمان تقبض أنفاسها،الغرفة تضيق شيئا فشيئا رغم اتساعها ...تعود بالذاكرة إلى طفولتها المتقلبة فتمثل أمامها تلك الصورة التي تنساها ابدا انها تسمع حديثا لا تذكر تفاصيله وصوتا يقول :"اشتري بعض الحلوى أو قليلا من بذور الكتان!"
فتشتري دون تفكير أو تردد...وحين تمتد يدها إلى النقود تردف البائعة قائلة:"لا هذه من عندي هذه المرة !"
فتقول في نفسها:"يا إلهي خيط رقيق يشدني إلى تلك البائعة وشعور مضطرب ينتابني كلما اقتربت منها!"
ثم أخذت تتمتم:"كم أحب هذه المرأة! "
يرتفع صوت من الجانب الآخر من الطريق:"تفاح احمر لذيذ هيا أقبلوا! "
تقفل راجعة وهي تردد أغنيتها الجديدة عن الأم.
مرت الأيام وكبرت زينب وتميزت وتفوقت  في دراستها في حضن اب وام  حنونين . 
وفي صبيحة يوم الأحد أرادت زينب الذهاب إلى السوق كعادتها فصاحت الأم في وجهها:"لن تذهبي مجددا إلى ذلك المكان أصبحت الآن في الجامعة لن أتركك تذهبين إلى تلك المرأة مجددا....بتمرد غير مجهود رفضت الانصياع إلى أمر أمها التي صفعتها صفعة قوية اردتها أرضا. ..
جرت على إثرها مذعورة تبكي بحرقة ورجلاها تحملانها إلى أحضان تلك المرأة وهي تقول:
"أماه لقد اشتقت إليك 
فردت المراة:"من أخبرك بهذا السر الدفين ؟"
فلم تحرك زينب ساكنا  واحتضنتها وهي تبكي بحرقة وهي تردد:
انه الخيط الرقيق الذي كان يشدني إلى تلك المرأة.
    عربية مهدية بلحاج

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زجل مغربي.....يزيد علوي اسماعيلي

كوجه القمر بقلم الشاعر محمد الدارجي