الأديب عادل رشاد تخاريف
******* حروف ضائعه
هل نحن فى بداية الطريق أم منتهاه ؟
أصعب شىء فى حياة كل منا هو أن نجد أنفسنا قد وقف بنا الزمن عند حد معين لانعرف أين نحن وكيف نسير فى هذه الحياه هل نحن فى بداية الطريق أم منتهاه ؟
وحينما نريد أن نُعَبر عن مابداخلنا لأقرب المحيطين بنا لانستطيع فالكل يهيم فى وادى ملىء بالمنحنيات لاعندهم وقت للسمع ولا للكلام فالكل مشغول بجهازه المحمول
فنجد أنفسنا نختار الصمت طريقآ لنا حتى لا نكون ماده خصبه لإستعطاف الناس
ونستعين بأصدقاءنا القدام الذين لازمونا طوال رحلة العمر بدون كلل ولا ملل بل نفذوا كل ما أردناه منهم بالحرف الواحد وهم الذين عاصروا معنا كل الذكريات بحلوها ومرها وكم تغنا لهم كل من قرأ لهم حرفآ
إنهما الصديقان المخلصان الورقه والقلم لنحاكيهم ونخرج مابنا من آلام بالرغم من أنه كم أُرهق القلم من كثرة الكتابه وتعذبت الورقه من كثرة ماحمل بها من آهات وكم تبللت و غرقت من دموع كانت أقوى من لهيب النار
إلا إنها كانت تشعر بالألم وتئن حينما كان لايروق لنا بعض ماكتبناه وبعد أن صب القلم عليها كل مابه من مداد فيتم تمزيقها ونحن نسمع صراخها وكأنها تتوسل بنا أن نرحمها
ولكن !!!
لاحياة لمن تنادى ويكون مصيرها سلة المهملات
ولكنها لم تنسى أبدآ وقت ماكانت تُحمل ** وبأجمل العطور تتطيب** وبالورود تتزين ** وبين ثنايا الصدر تحفظ ** وبكل الحب والعطف تُهدهد وتُطبطب ** ومع دقات القلب تتحدث ** وبأعذب القبلات تُقَبل ** وتنام ليلها فى حضن من أرسلت له وتسعد ** فما أسعدها فى ليلتها
ولكن !!!
هيهات هيهات
وحينما ننوى على الكتابه نجد أنفسنا لانستطيع وكأنه قد شل تفكيرنا نبحث عن الكلمات بداخلنا فلم تجدها
نمسك بالقلم لنكتب فلم يتحرك سن القلم وكأن مداده قد يبس وجف كل مابه من مداد
نبحث عن الحروف والكلمات فلم نجدها وكأن فيرس قد إخترق الجمجمه وسكن بالعقل فأصاب كل الحروف بالشلل التام
ووقتها نستعين بالمنشطات لكى نوقظ الذاكره فنتناول كاسة شاى وراءها فنجان من القهوه ثم غسل الرأس بالماء البارد
نريد أن نفرمت ذلك الجهاز الذى يسمى بالعقل ولكنه عاصى لايلبى أى نداء ثم نقوم بهز الرأس ربما يكون سلك البور لم يبات فى مكانه الصحيح أو حصل له اهتزاز
ولكن !!!
لابور -- الحراره مقطوعه تمامآ من المخ والحروف ضائعه
وقتها تجد سيل من الدموع تنهمر من عينيك على ورقاتك وكأنها شلالات ليست من الماء بل من الأحرف والكلمات تقول لك انتهى عهد الكلام ولا يبقى الا الدمع ليعزف مقطوعه من الآهات وكل دمعه بمليون حرف أكثر من حروف الهجاء
ولكن !!!
من سيقرأ هذا الدمع ؟
ففى الكتابه تتشابك الحروف بالرغم من قلتها والتى تعد بثمانيه وعشرون حرفآ لتكون كلمات ثم جمل وعبارات يفهمها ويقرأها الجميع سواء استساغ معانيها أو لم تروق له ولكنها فى النهايه كلمات لها مدلول ولها أهداف وغايات
ولكن !!!
لو زرفت من عينيك مليون دمعه
فلم تشكل حرف واحد ولا كلمه واحده ولاجمل ولاعبارات فلم يقرأها أحد ولم يشعر بأنينها أحد فكيف يشعر الغواص بسكرات موت الغريق وهو يلاطم الأمواج
وكيف يشعر المبارز بألم من أصابه نصل سيف أو سهم رمح فى الفؤاد لايستطيع إخراجه ولايقدر على بقاءه حتى لو كان ذلك المحارب يمسك بيديه مئات الآلاف من السهام
نظل فتره نسترحم القلم ليكتب ولكن لايوجد من يرسل الحروف للقلم لكى ينسخها فالعقل أصبحت حروفه ضائعه
نحاول ونتوسل ثم لانجد بد لنا الا طوى الصفحه وإغلاق الدفتر ووضع القلم فى جرابه لعله غدآ يعود لصوابه ويكتب لعشاقه كل مايسعدهم حتى لو كانت تخاريف حروفها ضائعه
ونعود فنسأل أنفسنا هل نحن فى بداية الطريق أم منتهاه ؟
تخاريف للأديب / عادل رشاد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زجل مغربي.....يزيد علوي اسماعيلي

كوجه القمر بقلم الشاعر محمد الدارجي