الهوية الحقيقية لل*أنا* في نصوص الفضلي/ بقلم القدير باسم عبد الكريم الفضلي

{ الهوية الحقيقية لل/ أنا / في نصوص الفضلي }
الأنا عنده ...إلى أين تفضي بنا ؟؟
هل إلى أنانية (كما هو متعارف عليه ) ، أم أنه أعطاها هوية أخرى ..
كثرت النصوص التي وردت فيها / انا / وحتى أنها غالبا ما تستحوذ على أهم عتبة في النص وهي العنوان وعلى سبيل المثال لا الحصر سأذكر بعضها
- ركام الأنا / إستجماعُ الشظايا
- من سينوتات الأنا
- المحاولةُ الأخيرةُ لرسمِ الصورةِ الأولى للأنا }
- ...{ دَوِيٌّ فوقَ سَطحِ الأنا }....
- الكتابةُ فوقَ الرمالِ المتحركة للأنا ).)
- أنا وحدك أنت
- وشوم على جدار الأنا ....إلخ ناهيك عن النصوص التي تمت الإشارة فيها إلى الأنا بشكل غير مباشر / دلاليا، مبادلا إياها مع/ انت/ بشكل متناوب ولكثرة تكرار وعرض هذا التناوب فإن القاريء /المتابع بدون أي عناء بات يدرك انهما ذات الشخص.
قدم لنا تجليا'' جديدا'' لمفهوم الإدغام من خلال :
1- الإدغام الصوري / أن جاز التعبير هذا وعلينا الإقرار بذلك انه يفوق مقدرة اي كاتب مهما بلغ من القحة اللغوية بمكان إلا في حالة واحدة تكون فيها شخصية الكاتب قد وصلت إلى حالة من اللصوق التام بشخصية /جسد الآخر/المقصود أو دعنا نقل كيان الآخر المقصود ، وهو الذي لطالما شهدت له نصوصه أنه بالعراق لصيق ...
هرطقة آخر من جاء ؟!
استطاع أن يتواجد في /الآنين / ويحيا الحياتين بنفس واحدة (مدمجة )
(هاء ر طاااااااااااااء ق ة اخر من جاء )
في................................................................................. ذات الآن
اكون.......................... آني و.................................آنََ آنِكِ
حين يتعلقني.................................... بريق افولك............................................................ وافول بريقي
فما
يقوم
الا
يقين
آنينا موعدا لشروق................................................................ امسينا في
...... سحاب
.................البراري
.............................العزلاء
....................................... اللسان ...
وحين ...............................................................................حان حَين الحِين حن التحنان ..........................لحنينه اليك ...
هو ذات من بان
................................ وقتَ بان البين
............................................... بين
افكار
...................... البــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــوادي السمر الجنان.............................. لما يجنُّ الافــــــــــــــــــــــــــــول على مواعيد
............... الكلمة
الاو.................................................................................لى للجَّة المفتان تمتطي
صـ
.....................ـهـــــــــــــــــــــــــــــــ
...................................
ولا ترحل الا الى جحر الامتحان المفضوح اللسان

2 - الإدغام الجسدي...نص (وشوم على جدار الأنا) واحدة من النصوص التي برز فيها الإدغام الحقيقي مابين جسد الكاتب وجسد الوطن / العراق
وهي وسيلة ناجعة فعالة للتعبير عن الإنتماء الذي يجمع البطلين واللذين هما محور النص (الكاتب/المواطن والوطن)....وبكل الأحوال هي اسلوبية الفضلي في صياغة النصوص التشكيلية ( موائمة الشكل بالمضمون )
عتبة النص الأولى ( وشوم على جدار الأنا )
وشوم : هي علامات فارقة مميزة تشير إلى احداث وقعت ،وهذه العلامات إما تكون :
- إرادية يقوم المعني ( فرد ، بلد) بإحداثها كأن يوشم الشخص على جسده بعض الأحرف أو الرسوم التي تشير إلى مناسبات أو أحداث تكون قد لامست وجدان وذات صاحبها سلبا'' كانت أو إيجابا'' أو أن يمر بلد ما بحالة ما تغير من ملامحه الجغرافية أو الفكرية النهضوي سواء سلبا''أو ايجابا'' فتكون هذه الأحداث بمثابة وشوم على جسد وفي ذاكرة صاحبها .
- أو لا إرادية كأن يترك حادث ما أثر أو ندية أو ربما فقد عضو ،جزء ما من الجسد (فرد ، بلد ) فتكون بمثابة الوشم تذكره بالذي جرى
- جدار +جدار + .....جدار = تجمع منازل // بلد (وطن)
- الأنا :ضمير المتكلم = فرد عاقل //الكاتب ،شخص
،مواطن
مما سبق نلاحظ كيف استطاع الكاتب أن يدمج الجسدين وقد وحدتهما الوشوم ( المطبات والأحداث التي مرت على العراق كوطن وكمواطن ).
- النص قبل كل شيء هو عالم صَّدَوي صوتي من الأصداء والنداءات والتساؤلات والاجوبة والأحداث والوقائع ضمن محطاتها الزمنية التاريخية المتتابعة ، وقد ركز الكاتب على حدثين محددين ( 358 ق.م. ــ 2003 ) يبدو أنهما كانا الأكثر بروزا وتأثيرا بحيث تركا ندوبا و وشوما في جسد وذاكرة العراق وأبناءه .
- فيما يختص بهذا الإدغام أود الإشارة إلى وجود خاصة مميزة : هي التماهي شبه التام بين الجسدين فالنص حقيقة هو سجل(رقيم جسدي ) متبادل ، يتداخل فيه الأنين ( الجراحات ) ، وتواصل كلمات ( أوجاع ) أحدهما الآخر وتمتزج في تكافؤ متكامل ،فالكلمات المتعددة المجزوءة والتي كاد يضيق بها جسد الكاتب (النص) ، يقابلها ذات التعدد من الأقواس بكل دلالاتها الهيمنية ( القامعة ، الخانقة ، الكابتة ، الكاتمة ) ،المبتورة والمغلقة والمفتوحة ووووو ....والتي كاد يضيق بها العراق فأصبح بحالة ( لاأدرية أبدية ) على حد تعبير الكاتب .
النص :

{ وُشومٌ... على جدرانِ الأنا }
( ميتا نص )
.... الصمتُ صلاةُ الجرح ، ..أين ..؟؟ ، حدأة الهزيمةِ تفترسُ أفراخها ولا .. عزاءَ للآفاق ،
...................................... = د....ا....ر... دار .../
................................ ــ طَوطَم ) ..
..... / ، ...... ن.....ا......ر ....دار
|...../ لايجوز ... ( أُريد .... ) }] |
... ÷ ... ؟؟؟
هُــــــ .........
من ............ / نير.....ان .... دور
...................الى ....
أمّا بعـ...................
... قد أَحبَبْـ ... / واحد ... اثنـ( غبار.. غبار ..]
................. تمرُّ بـ ...... أطيافـ....
تنسـ..........ـي .... حـ.....
....................................نها .......... البدء ........
.......لا [ دار ... ناري ) ..
........ لقـ...................ـا ... ولـ........ـمّا .....
................................. لا ........... إلّا ......
......... فو.........ق ...........................ذرى / لوجوس )
.......أنـ........
...............جمر .... / حرام ...
............................................................................ـــــمو
..................................... / برونو ..!!
صهوةُ الذُّعر
تَجنَحُ
بوَردةِ العيونِ الصَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــافية .......
ايروس .................................+ ...... _ .... ×

حَـ ..ـبـ.................
...................ـيـ.....
.....ـبَـ.......................................................ـتي / لجوانتي )
في يومٍ بلا أمسِ
إلتقيتُكِ...........
.................فهل
من وداع
....................................................../ آنو )
يُنسينيّايَ / غـــــ ....ـار ...غاران }
..... أو ........... ستضمحلُّ
عناقيدُ اللقاءِ الأول
بين كفَّي اللذَّةِ الأخيرة / 358 ق.م. ــ 2003 {..........
.................. لكنْ ..... بساتينُ السَّقسقة
السَّلْوَسية
تحلِّقُ
...................................................في
فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراغِ النَّظرةِ
المـَ...
........ـقْـ.....
....................................................ـطُ.....
.......................ـو
............................عَـ
........................................................ـةِ الغُصن ..... ، .....
(( اوتو ـ نبشتم )) الإستحواذُ
بأطرافِ اناملِ الرغبةِ المُرَّة
قبضةُ سرابٍ عَذب .
... / .../ ...
....... أم ... عصافيرُ الرماد
تحلِّقُ بغصنٍ المطر
في ......................................... بساتينِ الريح ؟؟
.....................................................) لا ادرية ابدية ( .....
........ (( اور ـ شنابي ...
.......... من
يّصّحِّي
الجذوةَ
في
قلبِ
الشَّلال
................... ) } ]
... دمعةٌ النار ..... بلا لسان
..................................... لا ..... ـ بلى ـ
متى ...................................................... ؟؟ ...
....................................... وهناك
كَيفَ عرجاء
ولا إشتهاء
إلا للـ..........
...........ـطنينِ
على أرنَبةِ الوعد .. غدا
...... / [ { ( ..............
هوامش :
ــ الطَوطَم : أي كائن يُتخذ منه رمزاً للقبيلة وكثرما عُبِدَ بإعتباره الحامي وان روح الإله تتجسد فيه
ــ العلامتان | ..| هما خاصتان بعلم الرياضيات وتعنيان مطلق العد او المقدار المحصور بينهما
ــ اللوجوس : كلمة لاتينية من اهم معانيها ( العقل الكلي ) و ( الإله )
ــ برونو : قيلسوف ايطالي ( وكان قبلها راهباً ) اتهمته الكتيسة بالهرطقة وحكمت عليه بالموت حرقاً
لأنه قال بأن الأرض تدور فاعتبرت ذلك كفراً ، أُعتبر بعد موته رمزاً للفكر الحر وشهيدَ العلم
ــ آيروس : إله الحب والرغبة والجنس في ( ميثولوجيا اليونانية )
ــ لجوانتي : وردة تموت اذا لمستها يدٌ آدمية ،
ــ آنو : إله السماء و كبير الآلهة عند السومريين ، كانت زقورته في الوركاء
ــ 358 ق.م. : تاريخ سقوط اخر حضارات وادي الرافدين على يد الفرس الاخمينيين
والعام 2003 الاحتلال الامريكي للعراق في العضر الحالي
ــ أوتو ـ نبشتم : جد كلكامش ، الوحيد الذي كان يعرف مكان ثمرة الخلود
ــ أور ـ شنابي : البحار الذي أخذ كلكامش لمكان الثمرة تلك لأنه الوحيد الذي كان يعرف
الطريق الى هناك
ــ الاقواس مرسومة ومبتورة بشكل مقصود ذي دلالة رمزية ------
3 - كذلك استخدامه للإدغام بين الضمائر / المتكلمة و المخاطبة / ومزاوجتها وكأنها تؤدي رقصة وجودية كشعلتي نار ما أن تتلامسان حتى تصبحان شعلة واحدة ( تلاشي الواحد بلآخر ) . من ذاك الآخر الذي تنازل من أجله الفضلي عن أناه ليكونه ؟؟؟!!!!
هي محبوبته هي عراقه (وطنه)
فلو تركنا الجانب اللغوي وما تحدثه نصوص الفضلي من ثورة على الأسلوب المقولب وتناولنا مضامين إنتاجه للحظنا أنها بالمجمل سياسية حتى غزله وحبه وعشقه

{ صِدفَويّةُ قُبلةِ الحياة }..........
كانَ يُمكنُ أن يبقى كُــ ...
.....................................ـــــلُّ كَونٍ في مدارِه ...
لولا أنني إلتقيتُنِكِ
في ظُلُماتِ الغدِ المرجومِ بتسابيحِ العرّافين ...
..... كان يمكن أن ..
.............................................. لولا .....
- لولا من ؟!! لولا ماذا
هي رسالة أعلن فيها الإيفاء الوجداني وكذا اتحاده وانتماؤه / إلتقيتُنِكِ / .

4 - وفي نصوص كثيرة أخرى تكلم عن النقطة صفر واتساعها والدائرة وعلاقتهما وعن أينية /من اين ، البؤرة . هي ليست فلسفات ولا احاجي ولا يمكن أن تكون ترفا تنميقيا وهو المشهود له بتقدير القيمة الحقيقية لكل حرف بل لكل نقطة أو فاصلة أو .....أي إشارات صوتية كانت أو صورية ....الخ ،وكما الصفر هو مركز الدائرة ونواتها (تتسع النقطة لتصير دائرة )كذالك المواطن هو لب ونواة الوطن (المجتمع) به يكون وبه يفنى ، وهو الذي لطالما أشار في نصوص كثيرة إلى التآخي بينه وبين النقطة صفر وبين الدائرة والأحداث الجارية على أرض الوطن ،ورغم الحراك والصراع فيما بينهما (النقطة ) الكاتب /المواطن ، و (الدائرة ) الوطن ، بقيا في حالة مد وجذر ،متحدين ، لصوقين . من هذه النصوص على سبيل المثال لا الحصر
1- مجرَّةُ الحلمِ ألأخبر /عندَ النقطةِ ……..صفر ألتامَّةِ ألبـَ………… …..ــياضِ.
2- اقنعة الانتصار/ اللوحة ..... صِفر
3- حكايةُ الوجودِ .... عندَ الدرجةِ صفر
4- اوروك النقطة صفر
5- إحداثياتُ النقطةِ ( وطن ، حرية ).
------------------------------
ميلو عبيد /سوريا
2/6/2018

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زجل مغربي.....يزيد علوي اسماعيلي

كوجه القمر بقلم الشاعر محمد الدارجي